الجمعة، 8 يوليو 2016

الغربة

الكثير من الناس حول العالم يعيش في غربة عن وطنه، والكُل يمتلك سبب للغربة وإن كان مجبر أو بمحو إرادته. زاد عدد العرب المغتربين أو بالأصح ( المهجرين )، وفي كل بلاد زرتها أجد عربي أو مسلمًا يعيش وكأنه في وطنه يعمل ويجد من أجل لقمة العيش. 
في الماضي كنت أتمنى أن أعيش فترات أطول في البلدان التي زرتها، لأتعلم الجديد وأكتشف الغربة والحنين وأنا موقنة بأن التجربة الحية هي التي تُعطي دروس ذات كفاءة عالية وتأثير أعمق في النفس من إي وسيلة أخرى. ولا تسألوني لماذا العيش في الغربة في قائمة الأماني الخاصة بي. 

شآءت الأقدار بأن تصاب ابنتي "مزون" بمرض نادر في الجلد أخذ منا سنة حتى نعرف ما هويته وأشهر مترددين لبدأ العلاج، وللأسف فآت الأوان وتطور المرض وأنتقل إلى العظام ونخاع العظم وبسببه تكون مرض آخر، ولهذا السبب أنا أعيش في الغربة بعيدًا 7054.8 ميل عن مسقط رأسي حيث الأهل الأحباب.الولايات المتحدة الأمريكية حيث حلم الكثير من الناس، وبالضبط ولاية أوهايوا مدينة سينسيناتي، حيث الكثير من الخليجين الذين يبحثون عن علاج فعال لمرضاهم، فيقل الشعور بالغربة أو الوحدة والشعور بالإنعزال. 

في بادء الأمر لم أفكر بأن واحد من أماني تتحقق وذلك بأنني كُنت أعيش ألم وتعب ابنتي التي لم تكمل حينها عامها الثاني، والندم بأنني لم أعطي المرض قدرة، حتى بدأ المرض يهدأ في جسمها وصحتها تتحسن مع كل جرعة من العلاج الجديد. الحمد لله على كل شيء تفكرنا به أو لم نعي بوجوده في حياتنا.
كنت منغمسة في ترتيب المنزل وغسل الصحون حتى بدأت في التفكر بما يجول من حولي وإين أنا في هذه الحياة، وفجأة شعرت بأنني هُنَا وبأن شيء قد تحقق....
لم أكن أتخيل بأن ألم سيقود إلى أشياء أخرى، حسنًا فل ننظر بالعين المتفائلة، فالله هو من يدبر لنا الأقدار وهو الذي يجعل قائمة الأماني قضاء، عندما يحيط بنا الألم ونبدأ بالغوص فيه وقد نتناسى الأشياء الإجابية منه، نفقد لذة العيش ونهمل التفكير بتفاصيل الحياة التي تخوضها. لذلك وجب علينا التفكر بأن كل بلاء واختبار معها خير وفكرة، توجب الشكر والتأمل.  

وبإذن لله سوف أكتب عن تجربتي وفوائدها قريبًا....

ليست هناك تعليقات: